الأربعاء، 18 فبراير 2009

قصة حب مبعثرة _ 2 _

قصة حب مبعثرة _2 _
...6 ....
- اشعر بالجوع ... اريد ان اكل ...- دعني اسخنه قليلا.. - لا احضريه باردا...
انتفضت من الفراش .. لفت نفسها بوشاح برتقالي اللون .. . احضرت الطعام ووضعته أمامه.. استقام من الفراش.. وعدل وضعيته
ليستطيع ان ياكل .. وبدأ بتناول الطعام وهي تراقبه .. انتبه عليها وتمتم بكلمات غير مفهومة .. ضحكت ضحكة رقيعة .. كالأم الفرحة التي
ترى اي كلمة من كلمات ابنها الصغير مضحكة وخفيفة الظل حتى لو كانت الفاظ نابية .. احضرت الة التصوير وجهتها نحوه واخذت
تصوره .. يأكل وهو عاريا .. المنظر بسيط .. الموقف لايستحق الذكر.. لكن !! بالنسبة لها فهي تشاهد سيمفونية تعزف.. ترقبه بكل تصرف
وبأدق تفاصيله .. يالروعته .. انه يأكل مثلما يفعل البشر العاديين!! ..

...7...
شغلا الاغاني المفضلة لديهما. واستلقيا من جديد.. اخذ يغني بصوته النشاز حقيقة.. لكنها كعادتها معه شعرت أن صوته يتغلغل الى ثنايا
روحها .. ويهدهدها .. أرق من صوت ناي .. واعذب من كونشرتو بيانو ...انسجامه مع الاغنية .. حركات يديه.. عيناه تتحركان تدوخان .. تغمضان وتفتحان ... مثل راقصة ايمائية تتمايل .. نظرته اليها .... يداه تلامسها .. غنائه المتقطع أطرب ايامها وندّاها.. نظر اليها وعيناه تتلألأ وقبلها قبلة خفيفة تملؤها الحنان..

... 8 ...
الأفكار لا تفارقها.. صورته راسخة في جفنها .. لا تزول.. طوال الوقت لا شيء في بالها سواه.. مالذي فعله وكيف قلب عالمها رأسا على
عقب... اشتاقت له كثيرا.. هدمها الفراق والغياب.. كل يوم تستيقظ صباحا لتسترجع وجوده قربها.. لم يقضو سويا سوى القليل القليل من الوقت لكن هذا القليل اختزل كل السنين.. ومحاها .. وحل مكانها ومكان كل الذكريات.. تأوهات.. أنين .. ألم.. بكاء... حزن شديد ...وحدة قاتلة .. فراغ لا يوصف...... الى متى سيبقى بعيدا.. والى متى ستظل وحيدة.. بدون
وجوده قربها تشعر ان حياتها لا معنى لها.. هو من منح لحياتها معنى ..

...9....
انه حب قاتل.. حتى لم تعد تذكر الاسباب التي جعلتها تحبه.. وتتعلق به لهذه الدرجة.. .. عندما ترى حروف اسمه مكتوبة على دفاترها واوراقها
.. يخفق قلبها.. عندما تسمع اغنية سمعاها سوا.. يرتجف جسدها.. أصبح كلشيء يذكرها به.. بل اصبح يذكرها هو بكل شيء.. احتل حياتها دون اذن.. واستعمر قلبها وجعله مملكته يتربع على عرشها دون منازع وبقوة.. اطفأ جميع الشموع.. ليبقا نوره.. كسر جميع
القيود وقيدها بحبه.. اغلق كل النوافذ وغدا فسحتها الوحيدة.. أملها وسبب بقائها...

10...

.اختصرت جميع الافكار.. وصرخت :" لن تخرج مني ولن اخرج منك.. لو ابتعدت .. ولو ذهبت الى كواكب وعوالم اخرى.. ولو غبت عشرات
السنين لن تنتهي حقيقة انني انتمي اليك ..
انا بكل بساطة اصبحت الآن ...
(((( من أثرك )))
جمــــان في 9/2/2009