الأربعاء، 18 فبراير 2009

قصة حب مبعثرة ..

قصة حب مبعثرة

..1...فتحت عينيها ونظرت الى الوسادة على يسارها فلم تجده قربها .. اعادت اطباقهما وركزت اكثر .. ونظرت من جديد لكن الوسادة مازالت خالية .. تنهدت تنهيدة عميقة .. نطرت الى سقف غرفتها تذكرت ماجرى في اليوم السابق .. استيقظت وكان رأسه على الوسادة وانفاسه تضرب عنقها بلفحة من الدفء الرقيق .. ويده تلف نهدها بنعومة وقوة مترافقتين .. قضت ساعتان وهي تتأمل ملامح وجهه الرجولية الدافئة .. انحشرت بقربه اكثر والتصقت بجسده أكثر فأكثر .. دفنت رأسها في شعر صدره .. واغمضت عيناها طويلا ...كل تلك الذكريات لم تفارق ذهنها في كل دقيقة منذ لحظة وداعها له

..2..الجو بارد.. نفذ الوقود.. وأثلجت الغرفة .. الكهرباء مقطوعة .. والظلمة حالكة .. لكنهما سوية..في نفس الغرفة المظلمة الباردة.. تشعر انها في أكثر الاماكن نورا وبهجة ودفئا .. انه امامها .. يتلعثم بالحديث .. يفكر بصوت عال.. يضحك..يغضب.. يصرخ .... وعيناه تتابعها.... يتكلم بهدوء امامها وهي مستلقية عارية تستمع لصوته الموسيقي العذب .. وتتأمل حركاته من غضب وفرح وهدوء واتقاد... - " أحبك.. انت عادة جميلة في حياتي.. أحبك.. ولكنني لست ملكك .. ولن اكون في يوم ملكك ..اذهبي.. امضي في حياتك.. انت تستحقي ان تحبي وتكوني محبوبة..أحبك ولكن لست لكِ.. "كان وقع كلماته عليها.. دافء .. وحارق في الوقت نفسه .. لكم تمنت أن يقف عند كلمة " أحبك " لكن ماكل مايتمنى المرء يدركه..

3....عندما نزل من السيارة وهي واقفة ترقبه بلهفة أخذته في احضانها استنشقت رائحته وقبلته ثم التقت عيناهما شعرت بالخجل للمرة الأولى احست انها طفلة..امسك يدها وسارا الى المنزل .. لم تسعها الفرحة انه قربها يسيران سوية احست ان العالم كله قد ازهر .. وان الموسيقا تعم الشوارع.. وصلوا الى المنزل اغلقوا الباب لحقت به الى الغرفة سحبت يده وضمته اليها قبلها على عنقها واستنشق رائحة شعرها . احست انفاسه تدفء عمرها كله .. تمنت لو أن الزمان يقف في هذه اللحظة وهي بين ذراعيه..

4....ايقظته .. من نوم عميق .. -" هيا استيقظ ياااه انت جاي تنام .. قم هيا اريد ان اراك .. عندما تعود الى بيتك نام .. هيا استيقظ.."-" دعيني اريد ان انام.. هف مزعجة.. حسنا قمت قمت. "استيقظ ونظر اليها وهو مطبق عينيه وبالكاد يفتحهما ثم سحبها بقوة اليه وحضنها.. واخذت قهقهاتها تعلو في سماء الغرفة.. واخذ يحضنها بقوة اكبر ثم ادار وجهها وقبلها قبلة ناعمة ثم قويت القبلة وطالت وزادت عنفا.. وتلاشت القهقهات تدريجيا ليحل محلها تأويهات اللذة.. جردها من ملابسها التي بالكاد تسما ملابس.. والتصق الجسدين.. وزادت حرارتهما.. وكلما قربا اكثر كانت نار الشوق والحب تتقد اكثر.. لهاثهما.. انفاسهما وصرخاتهما .. تعلو .. وتدفء ارجاء المكان.. .. نظراته لا تزال عالقة في رأسها.. بريق عيناه تشعان باللذة والرغبة لا تفارق مخيلتها .. ولن تفارقها طوال ما ستحيا ..

5...تناول سيجارة وشغلها ثم اخذ منها سحبة .. ومررها لفمها ..لتأخذ بدورها سحبة منها.. كانت السيجارة تقبل شفاههما بالتناوب.. وهي تلفه بذراعيها وتلتصق به بقوة.. وافكارها تروح وتجيء.. تحط بين ذراعيه وعلى صدره الدافء .. وتفكر في هم بعاده عنها.. سيذهب قريبا .. ويتركها وحيدة باردة.. هي الآن تشعر بحرارة جسده قربها.. بروحه تدفئها .. ولكن بعد ايام سيذهب ويتركها وحيدة.. باردة.. منفية .. جسد ميت لا حياة فيه..روح ضائعة لا معنى لها.. هو كل ماتملك.. هو نكهة حياتها.. لكنه سيبعد ويسرق معه النكهة واللون والرائحة .. من حياتها.. نظر اليها ابتسم وقبلها وحضنها واغمض عينيها وشدها الى صدره بقوة اكبر .. احست ان جسدهما اخترقا بعض وكسرت جميع الحواجز بينهما .. دفنت رأسها في جسده وكتمت بكاء صارخ واكتفت بتنشق جسده الحنون..